أول الرسل إلى البشرية
في مرحلة سحيقة من التاريخ لم يدركها هؤلاء, افترضوا أنها مرحلة ما قبل التاريخ -أو يفترضوا ما شاءوا في مرحلة سحيقة من التاريخ القديم الثابت-, والذي تؤيده الشواهد يوماً بعد يوم من الأثريات والحفريات وغير ذلك؛ وُجدت أو جاءت ظاهرة النبوة لعلاج مشكلة الانحراف البشري؛ فكان أول الرسل كما هو ثابت في التاريخ الإسلامي بوضوح جداً في القرآن وفي السنة وفي اعتقاد المسلمين جميعاً، وكما يمكن أيضاً أن يكون ثابتاً -وإن لم يكن بتلك الميزة والقوة والظهور- في التوراة -الكتاب السابق- فنوح عليه السلام هو أول الرسل الذين أرسلهم الله تعالى، ومن ثَمّ فإنه يتصف أيضاً بأنه الأب الثاني للبشرية؛ إذ جاءت مرحلة ما بعد الطوفان، فكان من جاء من البشر من بعد هذه المرحلة هم من ذرية نوح عليه السلام.